الجمعة، 17 فبراير 2017

مطوفو جنوب شرق آسيا مخالفون!


احمد صالح حلبي
 في ملتقى مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا الذي عقد السبت الماضي وتشرفت بحضوره، توقفت أمام حقائق غائبة وإنجازات حققت وكلمات تحولت لأعمال، وأخرى يسعى مجلس الإدارة لتحقيقها خلال دورته الانتخابية الحالية، فعادت بي الذاكرة لأول لقاء عقده معالي وزير الحج السابق الدكتور بندر الحجار مع رؤساء وأعضاء مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف «المطوفون، والوكلاء، والأدلاء، والزمازمة» في دورتهم الانتخابية الحالية، إذ طالب معاليه ـ آنذاك ـ بالعمل على التواصل مع منسوبي المؤسسات من خلال ملتقى شهري، فإن تعذر يعقد ملتقى ربع سنوي يوضحون من خلاله لمنسوبي مؤسساتهم ما تم إنجازه وما سيتم تنفيذه لاحقا.

وفي ملتقى مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا خرج رئيس مجلس إدارة المؤسسة من ثوب الرئاسة، وتحدث بصراحة لم أسمعها من بعض رؤساء مؤسسات الطوافة من قبل في مثل هذه الملتقيات، مؤكدا على ضرورة العمل على دعم برامج المسؤولية الاجتماعية، وكانت لغته لغة المطوف الحريص على خدمة ضيوف الرحمن، فأكد أن خدمة الحجيج شرف تعتز به قيادتنا، وواجب ديني يتشرف المطوفون بالقيام به، موضحا أن المؤسسة وضعت خطة على ثلاث مراحل لفرش موقعها بمشعر مزدلفة بالزل ـ الجلائل ـ حيث تضمنت المرحلة الأولى التي نفذت العام الماضي فرش 15 ألف جلالة، فيما تتضمن المرحلة الثانية المنفذة هذا العام فرش نحو 20 ألف جلالة، لتمكين الحجيج من قضاء وقتهم براحة واطمئنان بعد أن كانوا يقضون أوقاتهم على الأتربة والحجارة، ولم تتقاض المؤسسة أي مبالغ مالية من الحجاج مقابل هذه الخدمة، لأنها تؤدي واجبا دينيا وإنسانيا ووطنيا.

وبلغة الأب والأخ والابن تحدث رئيس مجلس إدارة المؤسسة المطوف/ محمد أمين أندرقيري موضحا أن خدمات مجلس الإدارة للمطوفين والمطوفات واجب، فهم من وضعوا الثقة فينا، لذا جاء العمل على تنفيذ برنامج المسؤولية الاجتماعية لهم وفق مراحل متتابعة، أولاها خلق علاقة اتصال وتواصل دائم معهم، والعمل على توفير أربعة مواقع ـ استراحات ـ إجمالي مساحتها ثلاثة آلاف متر لإقامة مناسباتهم الخاصة، مقابل مبلغ رمزي لا يتجاوز الخمسمئة ريال لليوم الواحد، إضافة للعمل على دراسة تنفيذ نظام التأمين الطبي لهم.

وبعيدا عن كل هذا فإن صراحة رئيس مجلس الإدارة الأستاذ/ محمد أمين أندرقيري وإقراره بضرورة التواصل الدائم عبر هذه الملتقيات للعمل نحو غد أفضل يكون فيه مطوفو المؤسسة ومطوفاتها هم صانعو قرارات التطوير للأعمال، متحدثا عن قرب الانتهاء من مشروع مشارق (2) الذي يبلغ عشرين طابقا ليكون معلما بارزا في العاصمة المقدسة.

وما جعلني أقول إن مطوفي جنوب شرق آسيا مخالفون، لأنني لم أجد في الملتقيات التي حضرتها من قبل مثل هذا الحوار والنقاش المباشر، ووقوف رئيس مجلس الإدارة احتراما للمتواجدين متحدثا عن أعمال نفذت وأفكار تناقش وخطوات في طريقها للتنفيذ.

ولكي تخرج مؤسسات الطوافة من ملتقيات المطوفين برؤية عملية جيدة تحمل نتائج إيجابية فعليها أن تسعى لنقل التجارب الناجحة فيما بينها، وأن يكون لوزارة الحج والعمرة وجود في مثل هذه الملتقيات لتقييم مستواها، فليس من العدل أن تشكر الوزارة من لا يستحق لكونه دخل ضمن قائمة التعميم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق