بقلم | أحمد حلبي
من الصعب إيجاد قناعة تامة لدى الجميع بأن ما يقومون به خطأ لابد من تصحيحه ومن الصعب إغفال دور أو أدوار قامت بها شخصية ما فعملت على الارتقاء بالعمل وتحسين مستوى أدائه، ومن العيب تجاهل الرموز وإنكار أدوارهم، ومن المعيب أن نسير في وهم العودة للماضي ونحن مدركون بأنه أمر مستحيل .
ومنذ أن صدر قرار معالي وزير الحج الدكتور/ بندر بن محمد الحجار عام 1433هـ بحل وإعادة تشكيل مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا في دورته الانتخابية السابقة، ونحن نسمع في المجالس ونقرأ في الصحف والمواقع الإليكترونية بين الفينة والأخرى عن أقوال تُشير إلى تأكيدات
بعودة الأستاذ/ عدنان محمد أمين كاتب لرئاسة مجلس إدارة المؤسسة مجددًا.
لكننا لم نرَ أي عمل مؤكد على أرض الواقع، وكل ما قيل ويقال لا يعدو كونه أقوال لا يمكن الاعتماد عليها، وخلال موسم حج العام الماضي ارتفعت مؤشرات تلك الأقاويل حتى قيل إن عوّدت الكاتب حتمية هذه المرة وستكون تحديدًا في العشرين من شهر ذي الحجة. ومن المؤسف أن من يدّعون محبتهم للكاتب، إنما هم يسيئون له بإشاعاتهم وكلماتهم، فلم يسعَ أي منهم لتحكيم العقل والمنطق والاعتراف بأن رئيس مجلس إدارة المؤسسة الحالي قد جاء بالانتخاب لا بالتعيين، ولا يمكن إقالته وفقًا للأنظمة واللوائح لعدم وجود مبرر نظامي مقنع، وأن اشتراطات الترشح لعضوية مجلس الإدارة وفقًا للائحة التنفيذية لانتخابات أعضاء مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوافة الجديدة لم تعد متوافقة مع الأستاذ/ عدنان كاتب خاصة في شرط السن . وكنت أمل ممن يدعون محبتهم للكاتب أن يكونوا صادقين معه قولًا وعملًا ويسعوا لتكريمه بعد أن قضى سنوات من العمل الجاد قدم خلالها الكثير من الخدمات لحجاج بيت الله الحرام القادمين من دول جنوب آسيا، ومطوفي ومطوفات المؤسسة، فهو أول رئيس مؤسسة طوافة يحصل على نوط الحج من سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نائف بن عبدالعزيز – يرحمه الله-، وأول رئيس مؤسسة يحصل على تكريم من رئيس الباكستان، وأول من سعى لتحويل الحلم إلى واقع بإنشاء متحف الحج في مقر المؤسسة المستأجر بالرصيفة بعد أن تعذر على الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوافة إنشاؤه رغم قيامها باستئجار شقتين بعمائر الفلاح بساحة إسلام إحداهما خُصصت لمقر الهيئة والثانية لمتحف الحج، وهو من سعى بجد واجتهاد لإصدار أول نشرة إعلامية لمؤسسة الطوافة؛ فكانت نشرة “أضواء” التي ضمت كوادر إعلامية جيدة، وكان الزميل المثقف والأديب الأستاذ/ نبيل عبدالسلام خياط رئيسًا لتحريرها، وهو أول من أوجد مبنى خاصًا ومميزًا للمؤسسة، وسعى بجد واجتهاد لمجال الاستثمار فأظهر مركز الأهلة التجاري، وهو أول رئيس مؤسسة يوظف كوادر المطوفين وطاقاتهم لصالح المؤسسة، فكان الزميل الفصيح
الأستاذ/ حسان يحي كتوعة الإذاعي المعروف هو مذيع مناسبات المؤسسة وفعالياتها، وهو أول من أفسح المجال للمطوفات وبنات المطوفين للمشاركة في العمل من خلال اللجنة النسائية التي أنشئت عام 1426هـ وكانت
السيدة/ لطفية حسن جمل الليل أول مطوفة تتولى رئاسة لجنة نسائية بمؤسسة طوافة، وهو الرائد في مجال تطوير خدمات الحجاج المرضى والمتوفين
وهو …. ، وهو ….، ويطول الحديث عن شخصية عدنان كاتب وما قدّمه للمطوفين والحجاج . وإن كان هناك من يرون في الأستاذ/ عدنان محمد أمين كاتب قدوة يقتدون بها، فعليهم أن يثبتوا محبتهم له بصدق أقوالهم المرتبطة بأفعالهم ويعسوا للاعتراف بالواقع والقول بأن عودته لرئاسة مجلس الإدارة أمر مستحيل، وأنه من الواجب عليهم تقديرًا له، ولما قدمه من عمل يشكر عليه، تكريمه بحفل يليق به وبما قدمه. أما إن بقوا متغنين بعودته فهذا يعني إصرارهم على البقاء في الأوهام، وتأكيد على أنهم غير أوفياء له، فصديقك من صدقك لا من صدقك، فهل يعي هؤلاء الحقيقة ويدركون أن الأستاذ/ عدنان محمد أمين كاتب، كان رئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا فترة من الزمن، وقدم الكثير من العمل الجاد، وغادر تاركًا آثرًا لا يمكن إنكاره .
وختامًا: أقول إن ما نشرته هذه الصحيفة وما تناولته منذ حل مجلس إدارة مؤسسة جنوب آسيا لم تنشره صحيفة ولم يتناوله أي من مطوفي المؤسسة، ومن الواجب أن نقول شكرًا للكاتب فعلا لا قولا، وألا نظل عالقين في أوهام العودة التي تذكرنا بأغنية فيروز “عائدون” التي غنتها منذ عقود مضت ولم تعود
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق