الخميس، 26 يناير 2017

معرض عمارة الحرمين جمال لم يكتمل

الكاتب : أحمد صالح حلبي

معرض عمارة الحرمين جمال لم يكتمل

كلما زرت معرض عمارة الحرمين الشريفين مرافقا لزائر أجنبي قدم لأداء فريضة الحج أو العمرة أجد نفسي فخورا بهذا العمل الذي بات يشكل معلما بارزا من معالم مكة المكرمة، فقد أصبح القادم لمكة المكرمة معتمرا كان أو حاجا يصر على زيارة هذا المعرض الذي يحتضن بين أركانه وأجنحته تاريخ عمارة الحرمين الشريفين منذ قرون مضت، لا عقود غدت.

لكن المعلم البارز بجمال مبناه وحسن استقبال موظفيه ونظافة ساحاته الخارجية وصالاته الداخلية لم يكتمل تألقه ولم يظهر بريقه بشكل يرضي الجميع بعد
أن غابت الوسائل التوضيحية الإرشادية للزائرين، فأمام كل مجسم معماري أو صورة نجد لوحة صغيرة تحمل اسم المعلم أو تشرح مضمون الصورة باللغتين العربية والإنجليزية، فيما تغيب بقية لغات العالم، وقد يكون من الصعب على الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كتابة المضمون بلغات العالم كافة، لكنها قد تستطيع إيجاد وسيلة أخرى تنقل لكافة الزوار مضمون هذه اللوحة التعريفية.

فالقاعات السبع التي يضمها المتحف تشتمل على مجسمين للحرمين الشريفين وعدد من المقتنيات المختلفة من مخطوطات ونقوش كتابية وقطع أثرية ثمينة ومجسمات معمارية وصور فوتوجرافية نادرة، إضافة لقاعة الاستقبال وقاعة المسجد الحرام وقاعة الكعبة المشرفة وقاعة الصور الفوتوجرافية وقاعة المخطوطات وقاعة المسجد النبوي وقاعة زمزم، كما يحتوي المعرض على مقتنيات نادرة من أهمها أعمدة الكعبة المعظمة بقاعدتها الخشبية والتاج والتي تعود إلى عهد عبدالله بن الزبير عام 65 هـ، وقاعدة حجرية كانت تقوم عليها الأعمدة، وهلال نحاسي يعود للعام 1299 هـ وهلال المنارة الرئيسة في المسجد النبوي في بداية القرن الرابع عشر الهجري وسور نحاسي كان يستخدم على إحدى نوافذ المسجد النبوي الشريف والذي يعود تاريخه إلى العهد السعودي، ومع كل هذه المقتنيات وغيرها نجد إصرار الزائر على معرفة أدق تفاصيلها، لكنه لا يجد ما يبحث عنه .

لكننا نرى الزوار يقفون أمامها مستمتعين برؤيتها ملتقطين الصور بجوارها دون معرفة لتاريخها أو حتى دورها في المسجد الحرام أو المسجد النبوي، ويؤدي وقوفهم لالتقاط الصور الفوتوجرافية إلى عرقلة حركة المشاة داخليا، وقد اقترحت الأستاذة سحر بنقش رئيسة اللجنة النسائية بمؤسسة مطوفي حجاج الدول الأفريقية توزيع سماعات ترجمة على الزوار أثناء دخولهم للمعرض إسوة بما هو معمول به في عدد من المتاحف العالمية، تتولى تعريف الزائر بموقعه والقطعة التي يقف أمامها وتاريخها ليخرج من زيارته للمعرض بمعلومات متكاملة لما شاهده من معروضات.

وإن كانت هذه الفكرة يصعب تنفيذها، فمن الممكن العمل على تشكيل فريق من المرشدين يتولون إرشادهم داخل المتحف وتعريفهم بمحتوياته على غرار ما يقوم به قصر دولما بهجه في مدينة إسطنبول التركية، إذ تقوم إدارة المتحف بتجميع الزوار والتعرف على لغاتهم وتأمين مرشد لكل فئة من الزوار يتحدث لغتهم ليشرح ويجيب على أسئلتهم.

هناك تعليقان (2):

  1. افضل ارشاد ما اشارت اليه البنقش فهي افضل وسيلة

    ردحذف
  2. افضل ارشاد ما اشارت اليه البنقش فهي افضل وسيلة

    ردحذف